سارة البريكية
Sara_albreiki@hotmail.com
مضى وقت طويل وأنا أنتظر وجسدي المسجى في آخر الغرفة المظلمة يستنجد بقشة أمل صغيرة، إلا أنني لم أستطع من مد يدي لها والإمساك بها، أذن عليَّ أن أنتظر وقتا أطول حتى تعود مرة أخرى.. وكل هذا الوقت ليس من صالحي بتاتا، فالساعات تمر ببطء، والليل دامس، وأنا وحيدة والأفق مداي.
كهذا، هناك الكثيرون العالقون في مطب الزمن، والكثيرون في انتظار لحظة الفرج، والكثيرون من هم مثلي يملكون أحلاما كثيرة، والكثيرون يريدون تكوين حياة جديدة، وبناء منزل، واقتناء سيارة، وعمل مشروع صغير إن لزم الأمر، لكن هيهات هيهات.
أكملنا سنوات كثيرة ونحن ما زلنا باحثون عن عمل، وطال ملف الباحثين كثيرا ولم يجد حلولا ترجى، إذن ما الحل يا ترى؟ هل بتغيير الإدارات سيتغير الأمر مستقبلا؟ أم أنه يجب إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، لماذا لسنا كبقية الدول، عند انتهاء دراستنا الجامعية نتوظف، لماذا ننتظر كثيرا؟ فالواحد منا لكي يدرس فهو يدفع أموالًا يقترضها من أهله أو معارفه على أمل أن يعيدها وقت توظيفه، لكن الأمر يطول، والسنوات تزيد، والحياة تختلف، ليلقى نفسه يصارع ديونا أخرى قبل أن يبدأ بالوظيفة.
لماذا نسكت عن الحق ولماذا لا نتكلم، ولماذا إن تكلمنا يقال بأننا نبالغ، ولماذا لا أحد يحس بهذه الفئة المظلومة التي درست وتعبت وعاشت سنوات طويلة ولم تعد قادرة على تحقيق ذلك الهدف، ولا يوجد من يحرك المياه الراكدة؟
إن المطالبات المالية التي يمر بها الباحثون عن عمل في ازدياد، ومن يطالبهم في المحاكم بحثا عن حقه بدون الالتفات إلى أوضاعهم المالية أمر في غاية الصعوبة، وجب وضع ألف خط أحمر تحته، ووجب التريث في اتخاذ القرارات والمطالبات والعمل على الحد من استقبال الشكاوى إذا كان وضع الشخص المطالب بالأموال باحثا عن عمل.
إن أصحاب القلوب الطيبة ماتت، وزادت المهاترات الكثيرة لجذب الانتباه والشهرة على حساب الآخرين، فلان تكفل بحملة، وفلان دفع مبالغ المعسرين، وفلان وفلان، وعندما تقف على الأمر تكتشف أن كل ذلك فيلم لاصحة له، وإنما لزيادة قيمة الشخص ومكانته في المجتمع والانتباه له، كما تجد المتسلقون الذين يدّعون من أنفسهم شيوخا وهم ليسوا كذلك، والمشكلة أن الحكومة تترك المجال مفتوحا أمامهم، لا بل تصلهم الدعوات والرعايات، ويعيشون الدور متناسين مكانتهم الحقيقية، ممثلين الدور بالشكل الأمثل، من هنا نطالب المسؤولين الحد من هذه الظاهرة سريعا كي لا تتفشى وتصبح داءً، فإن أصبحت كذلك، فالسلام على المجتمع وأبناءه، ليس كل من لبس بشتا يقال له شيخا، وليس كل من ارتدت أفخم العباءات أصبحت شيخة، ولا تُقاس الأمور على هذا النحو.
أخيرا أتمنى أن ننظر بعين الاهتمام لفئة الباحثين عن عمل، وصرف مكافأة لهم على قدر السنوات التي ظلوا فيها باحثين عن عمل، فمن حقهم أن يكملوا حياتهم الطبيعية، وأن يحاسب كل من له يد في تأخير ملف الباحثين، وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة والجذرية ليعم النظام.